A-
A+

بلا عنوان - ​بقلم - سلمان السليطي

​​​​​​

التقاعد .. قضية مهمة تلامس شريحة كبيرة من المجتمع تحتاج إلى توعية وتوجيه بأهمية الاستعداد لها والتخطيط المسبق بعناية والتعامل معها كتجربة جديدة وجميلة بكل ما فيها من متغيرات.
كثير من الناس ينظر لمرحلة ما بعد التقاعد على أنها الأكثر كآبة والمليئة بالألم والمرارة من دون أن يروا فيها ولو بصيصاً صغيراً من الضوء والأمل، ففي هذه المرحلة يستسلم البعض من الناس لحياة الكسل والروتين والفراغ دون ممارسة أي نشاط جسماني أو ذهني بعد التقاعد مما يؤدي إلى كثرة المشاكل الاجتماعية والنفسية والتفكير والمرض وزيادة الوزن وما يتبعه من مشكلات صحية، وبالتالي تتسلل السلبيات إلى حياتهم دون أن تجد ما يردعها، وينجرف كثيرون خلال تلك المرحلة نحو حلقة متصلة من الأزمات الصحية والنفسية يرجع سببها المباشر والرئيس كما يرى اختصاصيون إلى سوء الاستعداد والتخطيط لهذه المرحلة.
فالمتقاعد لا يجب عليه أن يتقاعد من الحياة وإن تقاعد من العمل فمازال هناك متسع كبير في هذه الحياة ومازال هناك الكثير الذي لم يتم إنجازه من المهام فالحياة تزخر بالكثير غير الحياة الوظيفية فالحياة الحقيقية تبدأ بعد التقاعد إنها مرحلة جديدة من العطاء في ميادين ومجالات أخرى.
ولكي يعيش الشخص حياة سعيدة بعد سن التقاعد وتخفيف الآثار المترتبة على التقاعد عليه منذ مرحلة تسبق التقاعد في إعداد قائمة بالأشياء التي يحب أن يقوم بها إذا سمح له الوقت فقد تكون هذه القائمة مصدراً للتخطيط كذلك أن يهيئ نفسه قبل سن التقاعد بأن يزيد متانة علاقاته مع أصدقائه الذين هم في سنه، وأن يدخر من راتبه في سن مبكرة حتى لا يشعر بالحاجة إلى أحد، كما لابد من ممارسة التمرينات البدنية والهوايات الفردية والجماعية حتى يمكن مواصلتها بعد التقاعد، ويجب على المرء القيام بتجربة حياة التقاعد من خلال الإجازة السنوية والتفكير في كيفية استثمار الوقت وتنمية اهتمامات جديدة تخرج عن الروتين، فمن المهم تخصيص وقت للقراءة المفيدة فكلما زادت حصيلة الإنسان العلمية والثقافية زادت قدراته الذهنية وقويت حكمته، فالقراءة ترفع المرء إلى طبقة المثقفين في المجتمع الذين يعدون أبرز حملة لواء التطوير.
وبالتأكيد إن هذه الشريحة التي قدمت الكثير في خدمة الوطن من حقها أن يتم إعادة النظر في الفوائد على القروض الشخصية الممنوحة لهم سواء بإلغائها أو خفضها وهناك بعض المقترحات التي ينادي بها البعض من المتقاعدين وعلى سبيل المثال في حال وجود قرض شخصي سابق من أحد البنوك وصدر قرار التقاعد ببلوغ السن القانوني تكون إعادة جدولة القرض المتبقي بدون فوائد وغيرها من المقترحات التي تصب في مصلحة المواطن.
وحول التقاعد المبكر والذي يراه البعض إشكالية تسرب المواطنين من سوق العمل وتقاعدهم مبكراً قبل بلوغ السن القانونية يجب على الجهات المعنية دراسة هذه الحالات جيداً ومعرفة أسبابها ودوافعها للتقاعد، والعمل من قبل الجهات المعنية على تقديم مجموعة من المحفزات من أجل تشجيع المواطنين على الاستمرار في العمل أطول فترة ممكنة وعدم الخروج من الخدمة بنظام التقاعد المبكر وعدم إهدار الطاقات البشرية القادرة على العطاء والتنمية والتطور.

belaenwan_2022@hotmail.com​
​​
Skip Navigation LinksGRSIA > الموقع > المقالات > بلا عنوان - ​بقلم - سلمان السليطي