A-
A+

التخطيط للتقاعد - ​ بقلم خالد العماري

 

قضى أبوخالد عدة عقود بين عدة وظائف ومناصب حكومية، وفي الوقت الذي كان يفكر في شراء سيارة جديدة له، وأيضاً على وشك تزويج ابنته الثانية، جاء مديره ليزف له خبر إحالته للتقاعد. كان وقع الخبر المفاجئ كالصاعقة، مما جعله يشعر بالضيق والحزن، فهو لم يفكر ولم يخطط لهذه اللحظة. وخرج بشعور كراهية شديدة للوزارة التي - بحسب تفكيره- لم تقدر سنوات العمل الطويلة. التقاعد هو وضع طبيعي لأي موظف، ولكن تجاهل هذه الحقيقة وعدم التخطيط لها يؤدي إلى انتكاسة كارثية في الصحة النفسية والجسدية. التخطيط للتقاعد يكون على ثلاثة جوانب:


 

الجانب المالي: بالسعي لإيجاد مصدر دخل آخر إضافي، للمساعدة على تحمل أعباء الحياة، وتجنب الهبوط المفاجئ في مستوى المعيشة.

الجانب العملي: باستثمار الخبرات والمهارات والهوايات في صنع وظيفة جديدة، كإنشاء عمل تجاري، أو عمل حر "مستشار مثلاً"، أو التطوع، فذلك سيملأ الوقت بشيء مفيد ويزيل الشعور بالفراغ، لأن الفراغ يسبب حالة نفسية سيئة تنعكس على نفسيتك وصحتك، وحتى على أسرتك، بالإضافة إلى أن هذه الأعمال ستبقيك نشيطاً جسدياً وذهنياً وفي حالة صحية ونفسية جيدة.

الجانب النفسي "وهو الأهم في نظري": فالامتيازات المرتبطة بالمنصب ستزول، وسيبتعد الناس، ولن تتم دعوتك للكثير من الندوات والمؤتمرات بل وحتى المناسبات الاجتماعية كالسابق، فستشعر بالوحدة والألم لفقد كل تلك الامتيازات.

كلما كان قلب الشخص معلقا بالوظيفة، أو المنصب الذي وصل إليه الشخص أعلى، كلما كانت مهمة التخطيط والتأقلم لمرحلة التقاعد أصعب. ولكن بالتخطيط السليم والمبكر، ستكون مرحلة التقاعد انطلاقة جديدة وحياة مليئة بالإنجاز والعطاء، ربما أكثر حتى مما كنت عليه أثناء الوظيفة.​​

 

Skip Navigation LinksGRSIA > الموقع > المقالات > التخطيط للتقاعد - ​ بقلم خالد العماري